موقع شامل يهتم بكل ماله علاقة بالمال والأعمال والمشاريع والتسويق والتجارة الإلكترونية، ويولي عناية خاصة بريادة الأعمال في السوق العربي والعالمي وكيفية النهوض بها

ماهي المشاريع الريادية وأنواعها وأمثلتها التطبيقية؟

المشاريع الريادية هي مشاريع تصوغ فكرة عمل إبداعية لإنشاء أسواق جديدة، وتهدف إلى تلبية حاجة المجتمع أو إيجاد حل لمشكلة معينة.

تنمو المشاريع الريادية بوتيرة متسارعة مقارنةً بالمشاريع الصغيرة، ونظرا لما تحققه من تحسين لمستوى الدخل واستكشاف لمجالات جديدة وتعلم مهارات مختلفة، فقد ازداد الإقبال عليها رغبة في تحقيق الحرية الإقتصادية وربما تغيير العالم!

ماهي ريادة الأعمال

ريادة الأعمال هي العملية التي يتوصل فيها الفرد إلى فرصة أو سد لاحتياج معين لدى المجتمع ويحولها إلى مشروع تجاري يدر ربحا، وتنطوي على قدرة رائد الأعمال على تطوير وإدارة هذا المشروع التجاري مع وجود مخاطر محتملة لتحقيق مكاسب على المدى الطويل.

الفرق بين المشاريع الصغيرة والمشاريع الريادية

يعمل كلا من أصحاب المشاريع الصغيرة وأصحاب المشاريع الريادية لحسابهم الخاص، لكن تختلف سلوكياتهم في بعض الجوانب.

على سبيل المثال غالبا ما يطمح رواد الأعمال إلى إحداث تغيير في المجتمعات وتطوير الأعمال التجارية بشكل مختلف، في حين يشعر أصحاب المشاريع الصغيرة بالرضا طالما نجحوا في تحقيق الربح.

أيضا يتمتع رواد الأعمال بالحس الابتكاري والاستباقية، وتتركز طريقة تفكيرهم على إقحام خدمات جديدة بشكل متميز، على عكس أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يفضلون المسارات الآمنة والتفكير الروتيني الخالي من المخاطر.

رواد الأعمال يبدؤون أعمالهم دون التفكير في المخاطر أو جني الأرباح، على خلاف أصحاب المشاريع الصغيرة الذين ينصب اهتمامهم على جني الأرباح وقد يتجهون لإغلاق المشروع لتجنب المخاطر الكبيرة.

يحمل أصحاب المشاريع الريادية رؤية لتغيير العالم والتأثير على حياة الناس، لهذا تحوز المشاريع الريادية في نهاية الأمر على حصص سوقية كبيرة كما فعلت شركة مايكروسوفت (Microsoft)، بينما تنحصر رؤية أصحاب المشاريع الصغيرة على خدمة دائرة صغيرة من المجتمعات ويحوزون في النهاية على حصص سوقية صغيرة.

لا يعني ما سبق انخفاض أهمية المشاريع الصغيرة مقارنة بالمشاريع الريادية، فكلاهما يوفر العديد من فرص العمل، كما أن كلاهما ضروري لتنمية الاقتصاد والقضاء على البطالة، مع الأخذ في الاعتبار أن العديد من المشاريع الريادية بدأت في الأصل كمشروع صغير ثم تحولت إلى مشروع ريادي.

اقرأ أيضا عن أسئلة الشركات الناشئة (Startup) ورواد الأعمال للربح

أهمية المشاريع الريادية

يمكن إيجاز أهمية المشاريع الريادية فيما يلي:

المشاريع الريادية تسرع النمو الاقتصادي

تحتل المشاريع الريادية أهمية كبرى لدى الدول، وهي بمثابة عجلات للنمو الاقتصادي، بسبب ماتقدمه المشاريع الريادية من خلق لفرص العمل للشباب.

إلى جانب تحويل أصحاب الوظائف غير المهرة إلى أصحاب مهارات، لذا فإن دعم هذا النوع من المشاريع يضيف المزيد إلى الدخل القومي.

أيضا تعمل المشاريع الريادية على تعزيز الإنتاج ورفع معدلات البيع والشراء، نظرا لإقبال المستهلكين على المنتجات الجديدة، مما يؤثر بالإيجاب على الحالة الاقتصادية.

المشاريع الريادية تعزز الابتكار

تفتح المشاريع الريادية الباب لتوليد سلع وخدمات جديدة، وتشجع على التفكير خارج الصندوق لوضع حلول مبتكرة، ويؤدي ذلك إلى فتح أسواق جديدة وطرح تكنولوجيا مختلفة.

المشاريع الريادية تعزز التغييرات الاجتماعية

ترتبط المشاريع الريادية بإدخال تحسينات على نمط الحياة والحالة النفسية وإيجابية التفكير، مما يؤثر تدريجيا على المجتمعات نحو الأفضل، لهذا تبوأت ريادة الأعمال الاجتماعية في مكانة مميزة.

أنواع المشاريع الريادية

تختلف أنواع المشاريع الريادة باختلاف الهدف منها، ونذكر منها مايلي :

المشاريع الريادية الصغيرة

 هي عبارة عن شركات صغيرة تحقق ربحا كافيا لدعم أسرة ذات نمط حياة متوسط، ولا يسعى هذا النوع من الأعمال الريادية لتحقيق أرباح واسعة أو الحصول على تمويل.

وعادة مايقوم أصحاب المشاريع الريادية الصغيرة بالاستعانة بأفراد العائلة أو عاملين من المحيط القريب للقيام بالوظائف، ومن أمثلة المشاريع الريادية الصغيرة أصحاب الحرف كالنجارين والحدادين وأصحاب البقالات الصغيرة.

المشاريع الريادية الكبيرة

هو نوع من الشركات الريادية المخصصة للمهن المتقدمة التي يمكن إدخال عامل الابتكار عليها، ويتوجه هذا النوع من الشركات إلى إطلاق خدمات جديدة لتلبية حاجات السوق.

من أمثلتها شركة ديزني (Disney) وشركة ألفا بيت (Alphabet) المالكة لمحرك البحث الشهير جوجل (Google).

المشاريع الريادية القابلة للتطوير

عندما يؤمن رائد الأعمال بقدرته على تغيير العالم من خلال فكرة قابلة لحل مشكلة جدّية في المجتمع، فإن رائد الأعمال غالبا مايتلقى تمويلا من أصحاب رؤوس الأعمال والمستثمرين، ويلجأ رائد الأعمال في هذا النوع من المشاريع إلى الاستعانة بمتخصصين على قدر عال من الاحترافية، ويسعى إلى التوسع السريع للحصول على عائدات كبيرة، من أمثلتها شركة أوبر لخدمات النقل (Uber)

المشاريع الريادية الاجتماعية

يقصد بريادة المشاريع الاجتماعية هو اتجاه رائد الأعمال إلى المشاريع ذات التأثير المجتمعي والتي تسعى لحل المشكلات البيئة المحيطة من خلال تقديم الخدمات والمنتجات المناسبة، وفي الغالب لا يتطلع رواد الأعمال في هذا النوع إلى تحقيق مكاسب كبيرة.

ويتوجه أصحاب المشاريع الاجتماعية في المعتاد إلى إنشاء منظمات غير ربحية تكرس نفسها لصالح المجتمع.

المشاريع الريادية النشطة

هم رواد الأعمال أصحاب العمل الجاد والجهد المستمر، يبدؤون من الصفر ويقفزون إلى الأمام باستمرارية العمل، يتميزون بالنشاط الزائد ويدفعون أعمالهم التجارية دفعات قوية، وهم على استعداد للتواصل مع عدة أشخاص لإجراء عملية بيع واحدة.

المشاريع الريادية المقلدة المقلِّدة

هي الشركات الريادية التي استلهمت أفكارها من آخرين وعكفت على تحسينها، يبدؤون بتقليد الآخرين لكن يضيفون إلى الخدمات والمنتجات المقلدة مايجعلها أفضل وأكثر فعالية، من أشهر أمثلتها شركة كريم لخدمات النقل (Careem)

المشاريع الريادية الاستثمارية

هو نوع من رواد الأعمال يستخدمون ثرواتهم للاستحواذ على الأعمال التجارية التي لديها فرصة أكبر للنجاح، وهو نوع من المشاريع الريادية أقل خطورة بسبب وجود شركات راسخة من قبل يتم الاستثمار فيها. 

نصائح لإنجاح المشاريع الريادية

إذا كان قرارك هو البدء في واحدًا من مشاريع الريادة، فهناك بعض الأمور بالتأكيد سوف تساعدك في تحقيق أقصى قدر من النجاح، منها ما يلي:

تحديد الهدف

بمجرد تحديد نوع العمل يمكنك وضع هدف رئيس للمشروع، قد يتمثل في جني الأرباح، أو خلق قيمة لمنتج، أو تسليط الضوء على أهميته، أو تغيير طريقة المعيشة، أو خلق احتياج جديد في المجتمع تجاه سلعة جديدة.

قيم نفسك 

قبل أن تبدأ في المشروع عليك أن تُقيّم نفسك وماهية المهارات التي تتميز فيها، وهل حقا تساعدك مؤهلاتك الحالية على إدارة العمل؟

هذا إلى جانب تقييم مستوى الخبرة في المجال، فإذا كنت تفتقر إلى الخبرة، فمن الأفضل أن تحتك بسوق العمل لبضعة أشهر (كموظف) لدى الشركات ذات الصلة بالمجال لفهم آليات السوق.

اقرأ أيضا ماهي ريادة الأعمال (Entrepreneurship) وأشهر المشاريع الريادية؟

دراسة العملاء المستهدفين 

يقصد بالعملاء المستهدفين المرجح أن يكون لهم اهتمام خاص بالخدمة أو المنتج المقدم، ويتم تصنيفهم حسب السن، والنوع، والتعليم، والوضع الاجتماعي، والوضع الاقتصادي.

ينبغي التعرف على الجمهور المستهدف بشكل دقيق، وطرح أسئلة من نوع؛ ماالذي يتطلع إليه جمهورك؟ ماهي احتياجاتهم؟ ماهي أماكن تواجدهم؟ ماهي طبيعة معيشتهم؟ كيف يمكن الوصول إليهم؟ ماهي الرسائل التسويقية الأكثر تأثيرا عليهم؟

في حال فشلت في تحديد العملاء المستهدفين وطبيعتهم، ستكون النتيجة إهدار الجهد ورأس المال دون جني ثمار العمل. 

دراسة السوق 

تساعد أبحاث السوق في الحصول على معلومات دقيقة ومحددة عن العملاء والمنافسين وجميع جوانب أنشطة الشركة، وهي التي تحدد نجاح أو فشل المشروع.

أيضا فإن إجراء دراسة للسوق على نطاق واسع تعطي فكرة عن نقاط القوة والضعف لدى المنافسين، بحيث يمكن تقديم منتج يتفوق في إحدى جوانبه على المنتجات المنافسة.

وتشمل دراسة السوق أيضا معرفة سلوك الجمهور في البيع والشراء، وأسعار السلع والمنتجات، ونسبة الربح المتوقعة عند اطلاق الخدمة أو المنتج.

الدراسة المالية للمشروع 

كل مشروع بنطوي على تكاليف، وكلما ازداد حجم المشروع كلما ازدادت تعقيداته المالية، وقد يؤدي الخطأ في تقدير الميزانية المناسبة إلى نقص مستقبلي في الموظفين، أو التخلي عن وسائل تسويقية فعالة، أو ربما عدم القدرة على إكمال المشروع.

لهذا ينبغي أن تحتوي كل دراسة مالية لأي مشروع على الركائز التالية:

  1. تقدير التكاليف الفعلية المباشرة وغير المباشرة ونفقات التشغيل والتكاليف المتعلقة بمخرجات المشروع
  2. ميزانية الطواريء والتي يتم دمجها في الدراسة لفترات الركود، وفي الغالب يتم تخصيص 10% من الميزانية الإجمالية كإحتياطي طواريء.
  3. مراقبة الميزانية وتشمل تتبع النفقات وأنشطة المشروع، إلى جانب إجراء التعديلات تبعا لظروف السوق والمشروع
  4. التقدم بطلبات إلى المستثمرين ومقدمي التمويل، بغرض الحصول على تمويل للمشروع الخاص بك في أي من مراحله.

البدء في الاستعدادات الرئيسية للمشروع

بعد دراسة السوق والمنافسين يمكن الشروع في الاستعدادات الأساسية والتي تتمثل في اختيار الشريك المؤسس إن وجد، ووضع اسم للمشروع وتجهيز الهوية الخاصة به.

بجانب إنشاء صفحات التواصل الاجتماعي على المنصات المختلفة، وبناء موقع إلكتروني، وتجهيز المنشورات المطبوعة، وما إلى ذلك من وسائل الوصول إلى العملاء.

بناء خطة المشروع 

يحتاج كل مشروع إلى خارطة طريق ذات أهداف محددة لا ينبغي أن تتغير بعد اكتمال المرحلة الأولى من المشروع، كما يحتاج إلى تحديد جدول زمني، وتوزيع المهام، ومقاييس مراقبة التقدم، وأطر العمل المستخدمة، إلى غير ذلك من عناصر الخطة الموضوعة.

ولا ينافي وضع الخطة وجود مرونة في تغيير بعض جوانبها وقابليتها للتطوير، وذلك في حال حدوث أي تغير في السوق أو الظروف المحيطة.

متابعة وتقييم خطة المشروع باستمرار

المراقبة هي جمع وتحليل منهجي للمعلومات أثناء تقدّم المشروع، ويهدف إلى تحسين كفاءة العمل وإبقاؤه على المسار الصحيح، ووضع الحلول الممكنة إذا ساءت الأمور.

وتعد تقارير (الرصد والتقييم) مطلب هام من قِبل الجهات المانحة لأصحاب المشاريع، للنظر في كيفية إدارة الأموال وإنفاقها في الاتجاه الصحيح، ويمكن للمتابعة والتقييم أن تقوم بالمهام الآتية:

  1.  حل المشاكل وتحديد أسبابها
  2.  اقتراح الحلول الممكنة
  3.  طرح أسئلة حول الافتراضات والاستراتيجيات المقبلة
  4.  تزويدك بالمعلومات واتجاهات السوق
  5.  تشجيعك على التصرف بناءً على المعلومات المتاحة
  6. إحداث فرق إيجابي في نمو المشروع

أمثلة المشاريع الريادية

أمثلة المشاريع الريادية

قد يكون طرح أفكار المشاريع الريادية أصعب مراحل العمل بالنسبة لرواد الأعمال، ولا يستلزم ذلك وجود فكرة فريدة من نوعها، بل يمكن النجاح من خلال إدخال تحسينات معينة إلى المنتجات أو الخدمات القائمة.

نذكر هنا بعض أفكار المشاريع الريادية على سبيل المثال لا الحصر:

تطوير المنتجات القائمة

تعاني بعض المنتجات أو الخدمات القائمة من وجود نقاط ضعف وافتقارها لمزايا جوهرية، يمكن اختيار منتج معين والتعرف على عيوبه وما يود العملاء إضافته إليه، ومن ثم إطلاق منتج جديد يتم تطويعه بالمنافع والامتيازات الجديدة.

التجارة الإلكترونية 

كل رائد أعمال ناجح في التجارة الإلكترونية خاض العديد من المعارك للوصول إلى النجاح، ويمكن تعريف التجارة الإلكترونية بعبارة بسيطة وهي عملية البيع والشراء عبر الإنترنت.

وأكثر ما يميز التجارة الإلكترونية عن التجارة التقليدية هو تأثيرها الفوري في جهود التسويق والمبيعات، إلى جانب عدم اعترافها بالحدود الدولية.

ومع دخول الجائحة على الخط واتجاه العملاء إلى تلبية كافة الاحتياجات عن طريق الإنترنت، أتاحت التجارة الإلكترونية لرواد الأعمال فرصا ضخمة للتواجد على الساحة ودخول قطاعات جديدة للتجارة الإلكترونية أحدثت فرقا كبيرا في حياة المجتمعات.

إنشاء التطبيقات الإلكترونية

بلغ الحد بتنامي سوق التطبيقات الإلكترونية أن بلغت قيمتها السوقية في عام 2019 مايقرب من 154 مليار دولار.

ونظرا لتعاظم إقتحام التكنولوجيا لكل جوانب الحياة بشكل يومي وتشجيع الجهات الممولة على خلق أفكار جديدة، أضحت التطبيقات الإلكترونية ذات أهمية كبيرة في سوق المشاريع الريادية الواعدة.

ومع استمرار استكشاف المطورين لقطاعات جديدة في الواقع الافتراضي شملت التشفير، والمتاجر الإلكترونية، والنقل، والتنظيم وغيرها من القطاعات، يستمر سوق التطبيقات في النمو بمعدلات غير مسبوقة.

مع توقع المزيد من التنوع في الإنفاق الإعلاني فيها وإعادة تقييم المنصات الإعلانية الشهيرة.

الخاتمة

رواد الأعمال هم حجر الزاوية في معظم الاقتصادات، وبناء المشاريع الريادية أمر ممكن طالما تم التخطيط له بعناية، وهذا لا يعني أن كل رواد الأعمال ناجحون، فنقص المهارات المحورية قد يتسبب في فشل المشروع.

وطبقا للإحصائيات فإن غالبية المشاريع الريادية تفشل في العام الأول، فالعديد من هذه المشاريع ببساطة لاتخلق قيمة مضافة أو تكون غير فعالة أو تفتقر إلى دراسة جادة للسوق، لذا كان من الأهمية عمل أبحاث السوق وفهم كل جوانبه ومايتعلق به تجنبا لفشل الشركة.

المصادر

1 Comment
  1. عبدالرحمن علي سليمان يعلق

    استمتعت جدا بالمقال

شارك بالتعليق

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني